مقالات الاسرة

الفتور فى العلاقة الخاصة بين الزوجين

4666
3
تاريخ النشر :2013-08-06

استشارة هاتفية تلقيتها من احد الأخوة ،يسألني على استعجال لأنه على سفر حول كيفية التخلص من الفتور فى العلاقة الزوجية الخاصة هذه الأمور لا تناقش عادة على استعجال بل تحتاج إلى معرفة التفاصيل في هذه العلاقة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذا الفتور…وغيرها من تساؤلات لا غنى عنها لبناء استشارة متكاملة …ولكن كما وعدت الأخ الفاضل طالب الاستشارة بمحاولة إرواء غليله بمعلومة قد تساعده لتحسين هذه العلاقة خلال فترة سفره – وهذه الطريقة نعتبرها كالبندول – لتسكين الألم مؤقتا ولكن الألم قد يعود إن لم نتعرف على أسبابه الحقيقية ومعالجتها بصورة اصح….وبسم الله نبدأ…

آخى الفاضل حفظك الله ، هناك عدة مفاهيم نتمنى من الأزواج التعرف عليها، خاصة الأزواج صغار السن ( دون الثلاثين ) وهي:


الزواج لا يبني و يستمر لأجل العلاقة الخاصة فقط ، وان كنا لا ننكر دورها الكبير  لاستمرار الزواج ، ولكن الكثير من الأزواج الذين نقابلهم يعيشون حياتهم سويا بدون علاقة حميمية ، وبدون مشاكل أو شكوى ، تحقيقا لأهداف أسمى.

الفتور في العلاقة طبيعي بين المتزوجين خلال فترات معينة من حياتهم قد تطول وقد تقصر حسب الجهد المبذول من الزوجين لتحسين علاقتهم.

الفتور أسبابه كثيرة قد تكون بسبب احد الزوجين أو لأسباب خارجية لا يتحملونها ( كالأوضاع الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية ..الخ وفيها تفصيل ممل )

الضغوط التي يتعرض لها الزوجين من البيت والعمل والمحيط الاجتماعي تلعب دورا أساسيا في ظهور الفتور فى العلاقة

المشاكل بين الزوجين لا تمنع من الاستمتاع بالعلاقة ، ولكن عدم الاستمتاع بالعلاقة يعد سببا رئيسيا لظهور المشاكل.

ولن نفصل في أسباب هذا الفتور ولكن سنسهب في الخطوات التي تؤدي بإذن الله إلى تحسين هذه العلاقة..


العلاقة الحميمية بين الأزواج هي غريزة لا بد أن تشبع ، ولا بد أن تشبع بصورة جميلة  لذيذة محببة ، لا بطريقة أداء واجب فقط.


فنحن نقبل على الطعام ثلاث مرات باليوم ، ولكن بتنوع في الطعم والرائحة واللون والملمس و أحيانا بالصوت لمن يستمتع بأصوات الشواء او يشاهد الطعام وهو يطبخ..


وكذلك نسعى لتغيير أماكن تناولنا للطعام ، سواء بالبيت أو المطعم أو الديوانية او البحر والحديقة ….الخ


فلو تصورنا أن إشباعنا لغريزة الطعام  يوميا فى نفس التوقيت والمكان ونفس الطعام والرائحة والشكل ، فهل سنستمتع بذلك الطعام …..بالتأكيد لا ، ومع ذلك سنستمر بتناوله ، لان الطعام غريزة لا نستغني عنها و بها تستمر حياتنا .


وكذلك العلاقة الحميمية بين الزوجين تحتاج الى التغيير والتنويع لإشباع كافة الحواس الخمس ( العين والاذن والانف واللسان والجلد )…فتابعوا اعزائي الازواج نساء ورجال معنا هذه الخطوات :


أولا : العين ( حاسة النظر ) :


السهم الاول الذى يطلق الرغبة باللقاء ، فنحن نشتهي غالبا ما يروق لانظارنا ،ثم نتفحص ما سواه ، لذا اعزائي الازواج احرصوا على اشباع العين اولا .

غيروا باشكالكم والوانكم وطريقة لبسكم ومشيتكم وتسريحة الشعر والمكياج والوان واشكال الملابس …وليس فى ذلك حرم او حياء بين الزوجين  طالما انه فى الاطار المباح

كذلك لا تنسوا مكان اللقاء ، غيروا فيه شكلا وموقعا ،زمانا ومكانا.

ثانيا : الأذن ( حاسة السمع ) :


السهم الثاني الذي يشعل حرارة اللقاء ويلهبها ،وقد قيل في الأمثال ” والأذن تعشق قبل العين أحيانا “.

للكلام سحر لا يعرفه إلا من جربه ، فبه تقام دول و به تزول دول أخري ، فما بالك بدولة الزواج، ( الم تسمعوا بانحراف احد الأزواج بسبب كلمة حلوة ؟ ).

عودوا أنفسكم حتى لو لم تعتادوا على إطلاق ارق وأجمل الكلمات لشريككم و تمتعوا بالنتائج.

ادخلوا أصوات الطبيعة إلى بيوتكم وغرفكم كأصوات الطيور والبحر والمطر وحفيف الشجر ….الخ ، فتأثيرها كالسحر ، لإدخال الهدوء والسكينة والاسترخاء، ولا تنسوا الموسيقى الهادئة والكلاسيكية لمن لا يري بأسا فيها.

الغوا الأجهزة الكهربائية من غرفكم ( تلفزيون ، راديو ، هاتف ، نقال ، العاب الكترونية ، كمبيوتر …الخ ) فمكانها ليس فى الغرف ،بل فى الصالات وغرف الجلوس.

لا تناقشوا مشاكلكم فى غرف النوم ، حتى لا يكون هناك رابط شرطى سيء بين الغرفة والمشاكل.

ثالثا :الأنف ( حاسة الشم ):


ثالث السهام لقلب الزوجين ، فمنه قد يكون التقارب ومنه قد يكون التنافر.

متعوا هذه الحاسة بالعطور والطيب ، وكل رائحة جميلة يحبها الشريك ،حتي لو كانت رائحة طبخة ما ( على ان لا تكون رائحة الطعام فى الملابس اثناء اللقاء الحميمي ).

رائحة الورد والازهار الطبيعية من ملطفات اللقاء.

الحرص على النظافة الذاتية والاستحمام  مع استخدام العطريات قبل اللقاء.

الابتعاد عن رائحة السجائر والطبخ ورائحة المهنة ( للحدادين والنجارين والصباغين….الخ ، وحتى رائحة الديتول والكحول لمن يعمل فى المجال الطبي )

وليكن للقاء روائحه الخاصة المحببة للطرفين.


رابعا : اللسان ( حاسة التذوق ):


من الاسلحة الخطيرة التى قد تودى لكوارث ان استخدم بطريقة سيئة ، ومن افضل الاسلحة ان استخدم بطريقة صحيحة، به تبدأ المشاكل و به تنتهي.

احرصوا على استخدام هذه الحاسة فى اللقاءات الحميمية، فهى من المكملات التى لا غني عنها.

دعموا اللقاء قبل او بعد بتذوق أنواع من الفاكهة والعصائر الطبيعية، وتبادلو تذويق شريككم مما يحب من تلك الفاكهة باليد او الفم.

خامسا : اللمس ( الجلد ):


اليه يهدف اللقاء وفيه ينتهي.

اللمس متبادل بين الشريكين ، وليس قاصرا علي احدهما ، وفنونه كثيرة تحتاج الى جلسات استشارية خاصة.

لا تخجل من مبادرة الشريك باللمس فى كل وقت،سواء امام الاخرين ( مسك اليد او تقبيل الرأس عند العودة من سفر ) اوفى السيارة و الاماكن المغلقة.

كاشف شريكك بما يحبه ويثيره من انواع اللمس ،ومارسة لاشباع رغباته طالما التزمنا بالضوابط الشرعية والاجتماعية والصحية، فبعض الزوجات تحب ان يمسك زوجها يدها امام الاهل والزميلات لاظهار حبه لها امامهم ، حقق رغبتها.

عزيزى الزوج ، عزيزتي الزوجة ، هناك تقرير يقول ان 80 % من الاوربيين والامريكيين لم يجربوا غير ثلاث اوضاع فى اللقاءات الحميمية…هذا فى المجتمعات المنفتحة علي كل وسائل الاتصال والثقافات ، فما هو وضع الازواج فى مجتمعاتنا؟


ونؤكد هنا انه لا يوجد وقت مفضل للقاء او وضع مميز له ،او الوقت الذى يستغرقه اللقاء ، فعليكما اكتشاف ذلك بانفسكما دون اللجوء الى مواقع الانترنت او خبرة الاصدقاء فغالبها مبالغ فيه وغير علمي .


واخيرا العلاقة الحميمية تحتاج الى تغيير فى الاوقات والاوضاع والاشكال والمكان ، فاحرصا على ذلك .


وفقكم الله لما فيه الخير وادام السعادة بينكم


عثمان المحطب

مشاركة :

اضافة تعليق

الاسم:
التعليق:

التعليقات السابقة

البحث في المقالات
ادخل كلمات البحث
أكثر المقالات مشاهدة
إدارة المشاعر
(18946) مشاهدة (11) تعليق تاريخ النشر:2014-02-13
أهمية الاستشارة النفسية
(16871) مشاهدة (27) تعليق تاريخ النشر:2013-08-06
مهارات زوجية للمقبلين على الزواج
(12586) مشاهدة (0) تعليق تاريخ النشر:2019-04-08
غربلة الذات
(9032) مشاهدة (0) تعليق تاريخ النشر:2018-07-05
الكذب
(8450) مشاهدة (0) تعليق تاريخ النشر:2019-03-31