يشتكي الكثير من الآباء من ابتعاد أبناءهم خاصة الذكور عن الجو الأسري بعد بلوغهم ،و للرد على هذه الشكوى لابد من التعرف علي شكل هذا الابتعاد وأسبابه ، لتقييمه وتقويمه او التكيف معه.
والسؤال هو ( هل هذا الابتعاد سلبي أم ايجابي ؟ )
وقبل الإجابة عن ذلك لابد من تحديد شكل الابتعاد وأسبابه وردة فعل الأسرة
أولا: شكل الابتعاد : ( هل هو ابتعاد حقيقي أم ابتعاد شكلي )
•الابتعاد الحقيقي : هو ابتعاد جسدي وروحي واجتماعي للأسباب التالية :
1-السفر للدراسة
2-الانشغال مع الأصدقاء لممارسة الهوايات أو السفر أو السهر والمقاهي والتسكع في الشوارع
3-مناوبات في العمل ( اختيارية غير إلزامية )
4-التهرب من المشاركة بالمناسبات والزيارات العائلية
5-السكن بعيدا عن الأسرة
6-الهروب من المنزل
•الابتعاد الشكلي : يكون فيها الابن موجود جسديا داخل الأسرة وهو فعليا غير مندمج معها من خلال ممارسة الأفعال التالية :
1-الابتعاد عن الاجتماع الأسري اليومي .
2-عدم المشاركة في أنشطة الأسرة ( زيارات ، رحلات ، سفر ، شاليه)
3-عدم المشاركة في تناول الوجبات داخل أو خارج البيت.
4-الانشغال بأجهزة التواصل والكمبيوتر والجروبات والانستغرام .... الخ
5-الانشغال بمتابعة المباريات والأفلام.
6-الانشغال بمتابعة الدروس .
7-النوم طيلة النهار.
ثانيا : أسباب الابتعاد :
1-جو الأسرة الطارد ( عصبية ، مشاكل ، قيود ، .. )
2-بحث الأبناء عن الإشباع العاطفي خارج إطار الأسرة ( الحب والتقدير والاحترام ..)
3-رغبة الأبناء بالاستقلالية والاعتماد على الذات .
4-تقليد الوالد ( البعيد عن الأسرة في السفر والديوانية ..) ليثبت انه رجل مثل أبيه .
5-البعد عن سيطرة وقيود الأسرة .
ثالثا : ردة فعل الأسرة :
يتراوح رد فعل الأسرة بين أحد أمرين :
1-تشجيع وتحفيز الأبناء على الاستقلالية والاعتماد على الذات وتقديم الدعم المادي والنفسي اللازم للأبناء والشعور بالفخر تجاههم .
2-الخوف المبالغ فيه تجاه ابتعاد الأبناء واستقلالهم عن الأسرة وتهديدهم والصراع معهم ومنعهم من الاختلاط بأصدقائهم أو السفر معهم أو ممارسة هوايتهم .
•كيف تتصرف الأسرة مع ابتعاد الأبناء ؟
1-بداية على الأسرة أن تهيئ أبناءها تدريجيا لهذا الأمر لأنه من سنن الحياة . ويتم ذلك تحت رقابة رشيدة غير لصيقة أو مملة
2-السماح لهم بالسفر برفقة أصدقاء امنين وتحت أشراف تربوي
3-عدم الاعتراض على رغبتهم للسفر للدراسة أو العمرة
4-الإشباع العاطفي من خلال الاحترام والتقدير والثناء داخل الأسرة حتى لا يبحثوا عنه خارجها
5-الهدوء والنقاش والحوار مع الأبناء ومشاركتهم القرارات الأسرية حتى لا يشعروا بالانفصال .
الاستشاري : عثمان المحطب
مركز الأسرة للاستشارات النفسية والاجتماعية